المجلس الوطنيبياناتمنشوراتمنشورات

تعليق أنشطة الخلايا – المجلس الوطني

أود أن أتوجه إليكم بهذه الكلمة حول قرار تعليق أنشطة الخلايا العلمية في جمعية “أطفال علماء”، الذي تم اتخاذه بعد مشاورات معمقة مع رئاسة الجمعية، بناءً على تحليل دقيق للوضع.

منذ انطلاقها، ركزت جمعية “أطفال علماء” على تنفيذ برامج وطنية مثل “قطاف”، “تجربة في الشارع”، و”طفل الحضارات”، التي تهدف إلى نشر العلم بين الأطفال في مختلف المدن بطريقة تجمع بين المتعة والأمان. لم تكن الخلايا العلمية المحلية محورًا أساسيًا لأهداف الجمعية، حيث كان تركيزنا دائمًا منصبًا على الطفل وعلى الأشخاص المؤهلين لتقديم التجربة العلمية والتربوية له.

نؤمن أن العلاقة بين الطفل والمدرب في “أطفال علماء” تقوم على أسس الثقة والأمانة العلمية التي لا يمكن التهاون فيها. لهذا السبب، نولي عناية فائقة لاختيار المدربين المؤهلين علميًا وتربويًا لضمان تقديم محتوى علمي سليم ضمن بيئة تربوية نقية، خالية من أي ممارسات غير لائقة. وقد لاحظتم أن عدد المدربين المنتسبين للجمعية محدود، وهو ما يعكس التزامنا بالجودة العالية في اختيار المدربين، حيث نركز على الكيف وليس الكم. نحرص أيضًا على الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، مثل لغة الجسد وأساليب التعامل مع الأطفال، إذ نرفض الصراخ، العقاب البدني، أو أساليب المنع، ونسعى لتوفير بيئة تضمن الراحة النفسية للأطفال.

خلال العشرية الأولى 2011-2020، شهدت أنشطة الخلايا العلمية نشاطًا ملحوظًا بفضل جهود المدربين الملتزمين، الذين نجحوا في تقديم أكثر من 1000 حصة تربوية في عدة مناطق. وقد تمت هذه الإنجازات تحت إشراف مباشر من أمانة الخلايا والمكتب الوطني، مع تقديم تقارير أسبوعية أظهرت الابتكار والتميز.

ومع ذلك، تقديم محتوى علمي ذي جودة عالية يتطلب إعدادًا دقيقًا وتخطيطًا مستمرًا، بالإضافة إلى تنسيق الجهود بين الحصص والأنشطة. هذا النوع من العمل يحتاج إلى دعم بشري ومالي مستدام. لاحظنا مؤخرًا تراجعًا في جودة بعض الأنشطة وعدم انتظام الحصص، رغم الطلب الكبير عليها.

وللحفاظ على جودة الأنشطة التي نقدمها، قررنا في وقت سابق تقليص عدد الخلايا العلمية والإبقاء على تلك التي تلتزم بالمعايير والقواعد المطلوبة، من حيث عدد المشاركين والمواقع المناسبة لتنظيم الأنشطة. ومع تزايد الضغوط المهنية والاجتماعية على المدربين، وهم في الغالب من الطلبة والمربين، أصبح من الصعب الحفاظ على استمرارية الأنشطة بنفس الجودة العالية.

وبعد مناقشات مستفيضة مع رئاسة الجمعية، تم اتخاذ قرار تعليق أنشطة الخلايا العلمية بشكل مؤقت، لإعادة تقييم الوضع وتنظيم الأنشطة المحلية بما يتماشى مع رؤيتنا وأهدافنا.

من الجدير بالذكر أن إنشاء الخلايا العلمية لم يكن أولوية رئيسية للجمعية، لكننا لا نقبل الارتجال في عملنا مهما كانت الظروف، حتى وإن كان تطوعيًا. فنحن لا نساوم على الأمانة العلمية ولا على الاهتمام بالطفل، وهما حجر الأساس في عملنا.

نعدكم بتنظيم لقاء قريب لمناقشة مستقبل الخلايا العلمية بشكل جاد واحترافي، بهدف بناء شراكة متينة بين المدربين والأطفال، في بيئة آمنة وإيجابية.

شكرًا لتفهمكم، ونتطلع إلى مواصلة تطوير الجمعية وتحقيق أهدافها.

رئيس المجلس الوطني
حسن عبد الكريم جعفر

اظهر المزيد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى